الرئيس التونسي يتخلي عن السلطة والغنوشي رئيسا مؤقتا
غادر الرئيس التونسي زين العابدين بن علي البلاد أمس بعد ثلاثة أسابيع من الإحتجاجات الدامية علي غلاء الأسعار وإنتشار الفساد.
وقال رئيس الوزراء محمد الغنوشي في بيان في التليفزيون الرسمي أنه تولي السلطة في البلاد كرئيس مؤقت لحين اجراء انتخابات مبكرة وذلك بعد مغادرة بن علي للبلاد.
وظهر محمد الغنوشي علي شاشة التليفزيون التونسي ليعلن بنفسه أنه قد تولي سلطات رئيس الجمهورية طبقا للفصل السادس من الدستور.
وقال الغنوشي إن الرئيس زين العابدين بن علي قد فوضه بتولي اختصاصاته لأنه قد تعذر عليه القيام بمهامه مؤقتا.
وتعهد الغنوشي في كلمته باحترام الدستور واستعادة الاستقرار وتنفيذ الإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي أعلنت وذلك بالتشاور مع كل الأطراف السياسية بما فيها الأحزاب السياسية والمجتمع المدني.
واستمر التليفزيون التونسي في بث برامجه العادية علي الرغم من التطورات المتلاحقة للاحداث.
ويأتي رحيل بن علي المفاجيء بعد أن قرر أمس حل الحكومة وكلف الوزير الاول( رئيس الوزراء) بتشكيل حكومة جديدة, كما تم إعلان حالة الطواريء وفرض حظر التجوال بجميع أنحاء البلاد.
وقبل ساعات من رحيل بن علي, أعلن التليفزيون الحكومي في تونس أمس عن فرض حظر التجول من الساعة الخامسة مساء الي السابعة صباحا مع إعلان حالة الطواريء في كافة أنحاء البلاد فضلا عن حظر التجمعات في جميع المدن التونسية لاكثر من ثلاثة افراد.
وقررت السلطات السماح باستخدام السلاح من قبل أفراد الشرطة والجيش في حالة مخالفة الأوامر الصادرة من أفراد الشرطة.
وقالت وكالة الأنباء الفرنسية إن الجيش فرض سيطرته علي مطار قرطاج الدولي, وجري إغلاق المجال الجوي التونسي, كما إعتقلت سلطات المطار أفرادا من أسرة الطرابلسي( أصهار الرئيس بن علي) قبل مغادرتهم المطار.
كما طلبت السلطات الفرنسية من مواطنيها عدم التوجه إلي تونس إلا للضرورة القصوي وسط حديث عن رحيل العديد من السياح الأجانب.
وقال مسئول في مطار تونس لرويترز ان وحدات من الجيش طوقت المطار الدولي علي مشارف العاصمة التونسية.
وفي باريس, طالب ممثلو أحزاب شرعية ومحظورة في تونس في موتمر صحفي الرئيس بن علي بالتنحي عن السلطة لحكومة إنتقالية. وقال بيان مشترك للأحزاب إننا نطالب بن علي بالتخلي عن السلطة وتولي حكومة مؤقتة مسئولية تنظيم انتخابات حرة خلال ستة أشهر.
وفي واشنطن, أكد البيت الأبيض انه يراقب التطورات الراهنة في تونس, وناشد السلطات إحترام حقوق الانسان.
وقال مايك هامر المتحدث باسم البيت الابيض في بيان ندين العنف المستمر ضد المدنيين في تونس ونناشد السلطات التونسية الوفاء بالتعهدات المهمة التي صدرت عن الرئيس بن علي في كلمته امس الأول الي الشعب التونسي بما في ذلك احترام حقوق الانسان الاساسية وعملية لاصلاح سياسي تشتد الحاجة اليها.
ومن جانبه, قال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن الولايات المتحدة تتابع ما يحدث في تونس عن كثب, ولكن نظرا لسرعة التطورات فإنها ملتزمة بالتعامل مع الحكومة في تونس وتريد حلا للمشاكل الحالية.
وأكد أن هذا يتطلب الحوار بين الحكومة والشعب حتي تتمكن الحكومة التونسية من فرض النظام, منوها إلي أن علي الحكومة في نفس الوقت أن تلبي متطلبات الشعب.
وقال إن المهم في الوقت الحالي هو أن يضبط الشعب نفسه نظرا لتطور الوضع بسرعة.
وأضاف كراولي إن الولايات المتحدة كانت واضحة في تعاملها مع الحكومة التونسية في الأيام الماضية حيث طالبتها بضبط النفس وعدم استخدام القوة المفرطة.
وقال إن واشنطن قلقة بسبب قتل وجرح المواطنين, ونريد أن تكون هناك فرصا للحوار والتجمع السلمي وانسياب المعلومات, وهذا هو ما يجب أن تحققه الحكومة, مشيرا إلي أن الشعب التونسي يوجه رسالة مهمة للحكومة التونسية وعلي الحكومة أن تجد الطرق الكفيلة لتلبية حاجات ومخاوف الشعب.
وأكد كراولي أنه علي الحكومات أن تعترف بأن المنطقة شابه وبها ديناميكية, وعلي الحكومات الاستفادة من هذه الطاقات بخلق فرص العمل الجديدة علي المدي الطويل لتحقيق الاستقرار الذي يريده الجميع للشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
من جهة اخرى.. دعت فرنسا اليوم السبت إلى إجراء انتخابات حرة بأسرع ما يمكن في تونس وقالت إنها اتخذت خطوات لمنع أي تحركات مشبوهة للأصول التونسية في فرنسا.
وجاء إعلان فرنسا التي كانت تستعمر تونس فيما مضى في بيان أصدره مكتب الرئيس نيكولا ساركوزي بعدما أجرى الرئيس الفرنسي اجتماعا مع عدد من الوزراء في باريس.