رحمة الله
الله سبحانه و تعالى هو أرحم الراحمين الذى وسعت رحمته كل سئ و قال تعالى فى سورة الأعراف "و رحمتى وسعت كل شئ" .
و رحمته تعالى هى التى تُدخل عباده المؤمنين الجنة ،فلن يدخل أحد الجنة بعمله إنما يدخلها بفضل و رحمة الله ففكرت أن أعرض اليوم صور لرحمة الله من الأحاديث القدسية لعلها تكون تذكرة للنفس الغافلة و فرصة للعناية بالأحاديث القدسية و قد اخترت اليوم ثلاثة أحاديث وقفت عندهم كثيراً و كلما قرأتهم قلت يا لرحمة الله أتمنى من الله أن ينتفع كل مسلم و مسلمة بهذه الأحاديث .
الحديث الأول:
حدثنا سويد بن سعيد حدثنا حفص بن ميسرة حدثنى زيد بن أسلم عن أبى صالح عن أبى هريرة – رضى الله عنه – قال: قال الله – عز و جل – : أنا عند ظن عبدى بى و أنا معه حيث يذكُرنى و اللهِ للهُ أفرَح عبده من أحدكم يجد ضالته بالفلاة و من تقرَّ إلىَّ شبراً تقرّبت له ذراعاً و من تقرّب إلىَّ ذراعاً تقرّبت إليه باعاً و إذا أقبل إلىَّ يمشى أقبلت إليه أُهرول .
و معنى الحديث من تقرّب إلى الله بطاعته تقرّب الله إليه برحمته و بالتوفيق و الإعانة و إن زاد فى الطاعة زاده الله رحمة و توفيقاً .
الحديث الثانى:
عن أبى هريرة - رضى الله عنه – عن رسول الله – صلى الله عليه و سلّم – قال: إن رجلين ممن دخل النار اشتد صياحهما فقال الرب – عز و جل – أخرجوهما فلّما أُخرجا قال لهما: لأى شئ اشتد صياحكما؟ قالا: فعلنا ذلك لترحمنا قال: إن رحمتى لكما أن تنطلقا فتُلقيا بأنفسكما حيث منتما من النار فينطلقان فيُلقى أحدهما نفسه فيجعلها عليه برداً و سلاماً و يقوم الآخر فلا يُلقى نفسه فيقول له الرب – عز و جل - : ما منعك أن تُلقى نفسك كما ألقى صاحبك؟ فيقول: يا رب إنى لأرجو أن لا تعيدنى فيها بعدما أخرجتنى فيقول له الرب: لك رجاؤك فيدخلان جميعاً الجنة برحمة الله .
و هنا يجب أن نوضح أنه لا بد أن يكون هذان الرجلان كانا موحدين لا مشركين لأن الجنة محرّمة على المشركين و هنا بيان لسعة رحمة الله التى سبقت غضبه و ليس المراد بذلك أن كل أحد له أن يتكل على ذلك و يقصّر فى العمل بل المقصود بيان سعة رحمة الله و أنه يخص بها من يشاء من عباده .
الحديث الثالث:
حدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا منصور عن رِبعىِّ بن جراش أن حذيفة – رضى الله عنه – حدثهم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه و سلّم - : تَلَقَّت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم فقالوا: أَعَملت من الخير شيئاً؟ قال: لا قالوا: تذكر قال: كنت أُدَايِنُ الناس فآمر فتيانى أن يُنظِروا المُعسِر و يَتَجَوَّزوا عن الموسر قال الله – عز و جل - : تًجَوَّزوا عنه .
و فى هذا الحديث أيضا فضل انظار المعسر و الوضع عنه إما لكل الدين و إما لبعضه من كثير أو قليل و فيه أيضاً المسامحة فى الاقتضاء و فى الاستيفاء سواء كان استيفاؤه من موسر أو معسر .
أرجو من الله أن يُفاد الجميع من هذه الأحاديث و أن يدرك كل يائسٍ أن رحمة الله واسعة لا حدود لها .
