توحيد خطبة الجمعة فى المساجد
فالخطباء لديهم أوامر بالالتزام وأغلبهم لا يلتزمون وكأن المعلمين أصبحوا كالتلاميذ تتلي علي مسامعهم مناهج حددها السياسيون من قبل شيخ الأزهر ووزير الأوقاف. وقد تردد في الأيام الأخيرة أن وزارة الأوقاف ستقوم بتنفيذ خطة لتوحيد خطبة الجمعة مع تحديد سقف زمني لها يقدر بحوالي عشرين دقيقة أو ضمان عدم خروج الخطباء عن نص الخطبة المعدة لها مسبقا من قبل وزارة الأوقاف والقضاء علي ما يسمي بالأداء العشوائي للخطباء والتشتت في الموضوعات والمسائل الدينية والفقهية التي يتم التطرق اليها. واذا كانت وزارة الأوقاف مصممة علي المضي قدما في تنفيذ مشروعها بتوحيد الأذان فهل يمكن أن تطبق ذلك علي خطبة الجمعة وتوحيدها علي مستوي الجمهورية. وهذا وقد أكد الدكتور عبدالصبور شاهين أستاذ اللغويات بكلية دار العلوم وعضو مجمع البحوث الإسلامية أنه لو حدث فعلا أن وزارة الأوقاف سوف تقوم بتحديد خطبة الجمعة سوف يؤثر بطريقة مخزية علي حال المسلمين لأن الجمهور سيعود نفسه المدة المقررة وهي ثلث ساعة بالإضافة الي تقييد حرية الدعاة وحرية اختيار خطبة الجمعة والاجتهاد وهذا يؤدي الي تراجع الخطاب الديني والأهم من ذلك هو أن يكون خطيب الأوقاف من خريجي كلية الدعوة الإسلامية أو أصول الدين والكليات الشرعية حيث تخرج هذه الكليات خطباء علي أعلي مستوي. وعن الزمن الذي يحدد وهو 1/3 ساعة أنه سيكون بسيطا للغاية لأن الخطبة تقسم الي مقدمة وصلب الموضوع وخاتمة فلو قسمنا هذا التقسيم علي الثلث ساعة نجده لا يكفي التوحيد سيقتل حرية الإبداع عند الخطيب ويبتعد عن الواقع الذي يعيش فيه الجمهور لأن موضوع الخطبة في كل المساجد سيكون واحدا ولن يكون هناك خلاف بين الخطبة بشرائط الكاسيت. وفي هذه الحالة أيضا ستخرج الخطبة عن مضمونها يقول عز وجل«يا أيها الذين آمنوا اذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الي ذكر الله وذروا البيع» فالخطبة في ثوبها الجديد إن نفذت ستكون بضع كلامات يحفظها الإمام عن ظهر قلب ثم يلقيها علي الجمهور وهم أشبه بالتلاميذ في الفصل. فالإمام كان يجتهد في خطبة الجمعة بتحديدها حسب ما يراه في المجتمع والواقع الذي يعيشه سواء في القرية أو المدينة أو حتي في الصحراء. من ناحية أخري أكد الأستاذ عبدالفتاح عساكر قول الله عز وجل اذا«نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا الي ذكر الله وذروا البيع». فلو حدث ما تردد أن وزارة الأوقاف ستقوم بتوحيد خطبة الجمعة كما حددت الأذان سيؤثر علي الحياة التي نعيشها ونتمني أن يتحدث الخطباء عن فقة الواقع والرأي العام بدلا من إلقائهم خطبا مدونة من كتب الوزارة وحتي لا تخرج الخطبة عن إطارها ومفهومها الذي نشأنا عليه. واذا كانت وزارة الأوقاف مصممة علي ذلك في توحيدها خطبة الجمعة علي مستوي الجمهورية وتنفيذ مشروعها وأن تطبقه بالفعل أم أنها تغض النظر عن ذلك سؤال نطرحه الآن ونترك الإجابة عليه لوزارة الأوقاف والأ