200سيارة مصفحة و٥٠ أتوبيساً و١٣ ألفاً من قوات مكافحة الشغب والأمن المركزى فى عملية إخلاء ميدان التحرير
كتب يسرى البدرى وفاروق الدسوقى ٢٧/ ١/ ٢٠١١
[«رويترز» الأمن تمكن من إنهاء اعتصام التحرير فى عملية مفاجأة أمس الأول ]
«رويترز»
الأمن تمكن من إنهاء اعتصام التحرير فى عملية مفاجأة أمس الأول
أصر المشاركون فى المظاهرات التى اندلعت فى عدة مناطق بالقاهرة، أمس الأول، على المبيت فى ميدان التحرير، أكثر المناطق التى شهدت مظاهرات، لاستكمال تظاهرهم أمس، للمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية، ورفع الحد الأدنى للأجور، وإسقاط الحكومة وحل مجلس الشعب، إلا أن أجهزة الأمن بدأت تفريقهم وإجلاءهم عن الميدان منذ منتصف الليل، باستخدام نحو ٢٠٠ سيارة مصفحة، وما يقرب من ٥٠ أتوبيس نقل عام، وأكثر من ٣ آلاف من قوات فض الشغب، و١٠ آلاف جندى أمن مركزى، واستمرت عمليات فض الاعتصام حتى الساعات الأولى من صباح أمس.
قالت قيادات أمنية إن قوات الأمن التزمت بضبط النفس طوال اليوم منذ بدء المظاهرات فى الحادية عشرة من صباح أمس الأول، حتى منتصف ليل اليوم نفسه، وظلت تغلق جميع الشوارع والميادين المؤدية إلى وزارة الداخلية، إلا أنها قررت بعد ذلك إنهاء الاعتصام وتفريق المتظاهرين.
بدأت الاستعدادات لعمليات الإخلاء قبل منتصف الليل، بتوقف عدد كبير من سيارات الأمن المركزى فى صفوف متوازية بشارع ميريت أمام المتحف المصرى من الناحيتين، وعدة شوارع أخرى، بداخلها آلاف الجنود، وإلى جوارها عدد من أتوبيسات النقل العام، فيما كان مئات المتظاهرين يهمون بالانصراف بعد أن أصابهم التعب،
بينما قرر الآلاف منهم الانتظار والمبيت فى الميدان، وافترشوا الأرض، وقرروا جمع الأموال من بعضهم البعض لشراء بعض الأطعمة، وبعد نحو نصف الساعة وصل المهندس ممدوح حمزة، الخبير الاستشارى، ووزع أغذية وبطاطين على المتظاهرين كنوع من تقديم يد العون لهم والشد من أزرهم، وهتف المتظاهرون بمجرد حضوره وآخرين معه ضد الحكومة مطالبين بإقالتها وحل مجلس الشعب،
فيما كانت قيادات الأمن تطالب المتظاهرين بالانصراف دون جدوى، فبدأت قوات الأمن إطلاق المياه، والقنابل المسيلة للدموع، ووقعت اشتباكات بين بعض المتظاهرين، وجنود الأمن المركزى الذين حاصروهم من جميع الاتجاهات، واستخدمت أجهزة الأمن العربات المصفحة، والمدرعات، لتفريق المتظاهرين من الميادين ومطاردتهم فى شوارع وسط المدينة.
واستعدت قوات الأمن بعد دقائق قليلة لفض الاعتصام بإضاءة الكشافات المتواجدة أعلى السيارات المدرعة، كإنذار للمتظاهرين، ولفت انتباههم إلى أن القوات سوف تبدأ فض الاعتصام ومواجهة المحتجين، فاندفعت القنابل المسيلة للدموع فى سماء ميدان التحرير،
لتقع وسط المتظاهرين الذين أصيب بعضهم باختناقات نتيجة كثافة الدخان، واقتحمت السيارات المصفحة صفوف المتظاهرين، وهاجم ما يزيد على ١٠ آلاف جندى المحتجين وطاردوهم فى الشوارع، وأغلقوا الشوارع الجانبية للميدان، فيما تركوا الطريق المؤدى إلى المتحف المصرى مفتوحا للانصراف منه، واستمرت المطاردات حتى الساعات الأولى من صباح أمس.
وتمكنت قوات الأمن من إخلاء الميدان من المتظاهرين تماماً فى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، باستخدام القوة، وإلقاء القبض على عدد من المتظاهرين.