تفاعلت الأزمة السياسية في لبنان- أمس- علي المستويين الداخلي والخارجي, حيث أعلن الرئيس اللبناني العماد ميشال سليمان أن الحكومة اللبنانية حكومة مستقيلة,
وطلب منها الاستمرار بتصريف الأعمال ريثما يتم تشكيل حكومة جديدة, فيما لا يزال رئيس الوزراء سعد الحريري بباريس والتي توجه إليها من نيويورك أمس الأول. وأعلن رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري أن الاستشارات النيابية لتسمية رئيس الحكومة الجديدة ستبدأ الاثنين.ومن جانبه, أكد وزير العمل اللبناني بطرس حرب أن قوي14 آذار ستعقد اجتماعا موسعا مع رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري فور عودته من باريس لاتخاذ موقف موحد في إعادة تسميته لتشكيل الحكومة الجديدة.
وفي إسرائيل, نقلت صحيفة جيروزاليم بوست عن مسئول عسكري إسرائيلي كبير قوله أمس إن الآلاف من جنود القوات الإسرائيلية في الشمال في حالة تأهب, فيما واصل الطيران الحربي الإسرائيلي طلعاته الاستكشافية علي المناطق الجنوبية.
وأعلنت مصادر رسمية أن تل أبيب تتابع عن كثب تطورات الأمور في بيروت, ولكنها لن تتدخل لأن التطورات تخص الأمور الداخلية اللبنانية. وذكرت الإذاعة الإسرائيلية نقلا عن هذه المصادر إن إسرائيل نقلت رسالة إلي لبنان بواسطة الولايات المتحدة تؤكد فيها عدم رغبتها في التدخل. وأشارت, في الوقت نفسه إلي أنه تم تأكيد أن إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين إذا حاول حزب الله نقل نشاطاته السياسية إلي الصعيد العسكري والعمل ضد إسرائيل.
كما أطلقت قوات الاحتلال الاسرائيلي أمس مواطنا لبنانيا كانت دورية اسرائيلية قد اختطفته أمس الأول من داخل الاراضي اللبنانية قرب بلدة رميش في جنوب لبنان واقتادته الي داخل اسرائيل, وتسلمت قوات اليونيفل الدولية المواطن اللبناني من القوات الاسرائيلية وسلمته بدورها إلي الجيش اللبناني في منطقة رأس الناقورة.
وتواصلت ردود الفعل الدولية منذ سقوط الحكومة اللبنانية علي نطاق واسع, حيث أكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون أن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ستستمر في عملها, وأن واشنطن ستعمل مع الحكومة اللبنانية وجميع الشركاء لتحقيق هذا الهدف حتي لا يتم الإفلات من العقاب.
ونفي فيليب كراولي المتحدث باسم الخارجية الأمريكية أن يكون هناك قطع فوري للمساعدات الأمريكية المقدمة لقوات الجيش اللبناني, وذلك برغم خيبة أمل الولايات المتحدة بشأن إسقاط الحكومة اللبنانية, مشيرا إلي أن واشنطن تنتظر لتري أي نوع من الحكومات سوف تشكل لتحل محل الحكومة الحالية. أما إيران فقد حملت الولايات المتحدة وإسرائيل مسئولية انهيار الحكومة اللبنانية وتفاقم الأزمة في لبنان, ونقلت وكالة أنباء مهر الإيرانية عن مساعد وزير خارجية إيران رءوف شباني قوله إن كلا من واشنطن وإسرائيل عملتا علي تخريب وإعاقة عمل الحكومة اللبنانية.
وعلي الصعيد العربي عبر الأمين العام لجامعة الدول العربية,عمرو موسي,عن أسفه لما آلت إليه تطورات الوضع في لبنان. ودعا موسي في بيان للجامعة العربية القيادات اللبنانية إلي التهدئة وإعمال الحكمة وإعلاء المصلحة العليا مع إبقاء أبواب الحوار مفتوحة فيما بينهم,والاحتكام إلي الدستور في التعامل مع مستجدات الموقف حتي يمكن تجنيب لبنان مآسي التوتر والتجاذبات والمراهنات الخاطئة التي لن يستفيد منها سوي أعداء لبنان.
ومن جانبه أكد رئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني أنه لن يكون هناك اتفاق دوحة2 لحل الأزمة في لبنان بعد استقالة وزراء حزب الله وحلفائه من الحكومة اللبنانية أمس الأول الأربعاء.
ودعا الاتحاد الأوروبي- بدوره- جميع الفاعلين السياسيين في لبنان إلي العمل بشكل بناء للتوصل الي حل تفاوضي للوضع الحالي. وشددت كاثرين آشتون الممثل الأعلي للسياسة الخارجية والأمنية بالاتحاد الأوروبي في نهاية بيان علي ضرورة الحوار والاستقرار للرد علي الأحداث الجارية لصالح الشعب اللبناني.