بدأت السلطات الإسرائيلية أمس بهدم مبنى فندق "شيبرد" التاريخى فى إطار خطة بناء حى استيطانى جديد شرق القدس، حيث بدأت جرافات ضخمة وآليات ثقيلة أخرى صباح اليوم، الأحد، بأعمال تجريف وهدم الفندق بهدف إقامة 20 وحدة استيطانية فى عمارة مكونة من طابقين فى هذا الموقع معدة لإسكان عائلات يهودية.
وذكرت صحيفة معاريف، الإسرائيلية، أن عمال الهدم بدءوا فى هدم المبنى الذى يقع فى حى "الشيخ جراح" مشيرة على أن بلدية القدس سبق أن صادقت على خطة البناء الاستيطانى فى المكان وأثارت حينها موجة استنكار من الولايات المتحدة وطالبت بوقف المشروع. واتهمت منظمات يسارية إسرائيلية متضامنة مع سكان الشيخ جراح المجموعات الاستيطانية التى تواصل إقامة مستوطنات جديدة فى القدس بالعمل بشكل مخالف لكافة المصالح الإسرائيلية.
وأشارت معاريف، إلى أن فندق شيبرد التاريخى كان مقراً لمفتى القدس الشيخ "أمين الحسينى" فى عهد الانتداب البريطانى، كما كان مقرا للهيئة الإسلامية العليا، حيث كانت ملكيّته تعود أصلا للمفتى الحاج، أمين الحسينىّ، وفى عام 1985 قام بشراء الفندق رجل أعمال يهودى أمريكى يدعى، إيرفين موسكوفيتس، كجزء من مشروع شامل لبناء مستوطنات يهودية فى قلب الأحياء العربية فى شرق مدينة القدس.
وقام هذا الثرى بنقل الحقوق الخاصة بالمبنى إلى جمعية "عتيرت كوهانيم" اليهودية اليمينية، وصادقت لجنة التنظيم والبناء التابعة لبلدية القدس على هدم الفندق قبل نحو 6 أشهر لغرض إقامة عمارة سكنية يهودية فى الموقع. وتم تأخير الشروع فى تنفيذ مشروع البناء فى الموقع من قبل المحكمة، ثم قدمت الجمعية المذكورة عدة استئنافات إلى المحكمة لإلغاء قرار التأخير إلى أن تم إعطاء "الضوء الأخضر" صباح اليوم لهدم الفندق المذكور.
وأشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن الأنباء التى كانت ترددت عن نية هدم محيط فندق "شيبرد" قد أدت إلى وقوع أزمات دبلوماسية بين إسرائيل والولايات المتحدة، وطالبت وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلارى كلينتون، إسرائيل بإلغاء كافة تصاريح البناء فى الموقع. كما أثار هذا المشروع سخط بريطانيا، علماً بأن القنصلية البريطانية فى شرقى المدينة تقع بجوار فندق شيبرد.
وعقبت حركة "السلام الآن" اليسارية الإسرائيلية على شروع تل أبيب فى هدم الفندق بقولها، إن رئيس الوزراء الإسرائيلى، بنيامين نتانياهو، ورئيس بلدية القدس ننير بركات، قررا نهائيا الانفصال عن العالم، وإفساح المجال أمام، موسكوفيتس، وزملائه فى اليمين المتطرف للاستيلاء على شرقى القدس مثل "لصوص الليل"، وبدعم الحكومة وهكذا يتمكن المستوطنون من المساس بوضع إسرائيل الدولى وتقويض أسس أى تسوية سلمية مستقبلية.